عن كثب
المرأة فراشة ولكن ليس بأجنحتها فقط
27.11.2017
27.11.2017
كم يروق لي أن أشبه كل طفلة وكل فتاة وكل امرأة بالفراشة الملونة الجميلة التي تحلق في كل مكان لتضفي على الأجواء بهجة و
سعادة بإطلالتها الساحرة ولمساتها الجميلة في كل مراحل عمرها
ولكن ليت كل الناس يقدرون هذا الجمال بقدر ما يقدرون أدوارها في هذه الحياة وفاعليتها التي لا يمكن الاستغناء عنها
إن المرأة الفراشة أنواع مختلفة باختلاف بيئتها وميولاتها وشخصيتها وظروف نشأتها
غير أن جل الفراشات تحب أن ترفل وتحلق
تطمح وتحلم ....
تحب أن تعلو وتسمو.....
تحب الاهتمام بقدر ما تحب التقدير والإكبار
ولكن للأسف تحيط بالمرأة الفراشة أياد غاصبة كثيرة تخنقها
تقيدها وتكبلها
بل وتقتل فيها جمالها ونضارتها
وتغطس بها في أوحال الرذالة والهوان
فتتخبط أجنحتها ولا تجد من ينقذها
لتتركها جثة بلا حياة
أو حية بلاحركة
لماذا ينظر الكثيرون الى هذه الفراشة على أنها أجنحة ملونة وحسب؟
لماذا لا يتمعنون في ألوانها التي تعكس أفكار المرأة وقدراتها وإبداعاتها في ألوان الحياة الكثيرة؟
لماذا يشلون حركتها ؟
لماذا يغتصبون سعادتها وحياتها وأفكارها
ويجعلون من جسدها قالبا جامدا تلتهمه العقول الفارغة الظالمة المغتصبة
ويضعونه في مقبرة اللوحات التي يعلقونها على الجدران أو بين طيات الكتب مع الورود الجافة التي انتهت نضارتها؟
بأي حق ينظرون اليها كجسد ويتجاهلون أنها سبب في حياة الزهور والورود بنقلها لحبات الطلع
بعملها وإطعامها لمن حولها لتحافظ على سيرورة الحياة؟
لماذا يتصيدونها أينما ذهبت ولا يقدرون جهودها؟
لماذا يعبثون بها ويقتلون فيها كل شريان من شرايين الأمل وحب الحياة الكريمة؟
أستغرب كثيرا من ممن يسلطون أضواء الشهرة على نوع من الفراشات دون غيرها
فتحيط بهم وسائل الإعلام بأنواعها وتصدح أسماؤهم في العالم
وتسطع نجومهم باسم الفن وباسم الجمال وباسم الأموال
في حين توجد فراشات أخرى اقل جمالا واقل حظوظا
ولكنها فراشات عاملة وكادحة
تتعب ليل نهار من اجل الأجيال القادمة
وتعاني كل صروف الحرمان والألم ولكنها تصبر وتثابر
وتسعى لتبقي لتحافظ على حقها في الحياة والبقاء رغم بؤسها
ورغم هذا لا يلتفت اليها أحد
ربما لان أجنحتها صغيرة وألوانها باهتة فلا تفي بالغرض حتى تظهر على الشاشات الكبيرة
ولا تقدر على دخول عالم الشهرة من أبوابها الكبيرة الواسعة
حتى وان نظروا إليها فبعين الشفقة والرأفة بها لا غير وسرعان ما يديرون عنهم ظهورها
أليست فراشة؟ أليست سرا من أسرار الحياة؟ أليست امرأة؟ أليست أما وأختا وابنة؟
أم تقاس الأنوثة بالجمال الخارجي وحسب؟
أستغرب لهذه المعايير التي خلقها الكثيرون
بل وأستغرب أكثر لمن يستغلها لأغراض حيوانية ووحشية
فإما أن يسرق جمالها وإما أن يستغل فقرها فيتاجر بكل ذلك
وينسى أنها كيان له كرامته وشرفه
ينسى أنها هي سبب ولادته ووجوده في هذه الحياة
وينسى أنها الشريك في مسيرة حياته
وأن الحياة كلها تفقد معنى الجمال بالاعتداء عليها وباغتصاب حقوقها وحرياتها
باغتصاب طفولتها وأنوثتها وبتغيير وجهتها التي خلقت من أجلها
وبجعلها تحيد عن الطريق الصحيحة لتحقيق أهدافها وطموحاتها حتى تحلق وتطير
متى سيعي العالم خطورة هذه الجرائم التي ترتكب في حق الفراشات الرقيقة؟
في المقابل.......
أريد أن أشير الى نوع آخر من النساء الفراشات
هذا النوع ككل الأنواع يحب ويطمح في ان يحلق ويعلو
ولكن قد يسيء اختيار الوجهة فيتهور ولا يحسن التقدير
الفراشات تحب النور
ولكن ليست كل الأنوار متشابهة
توجد فراشات مغتر ة بمظاهر الأشياء ولا تقدر على رؤية ما وراءها
فتطير راكضة وراء الأنوار فتنتهي بإحراق أجنحتها فتكون النهاية البائسة
وهي ليست وحدها الملامة لأنها تعيش في عالم كبير وجب أن يقوم على الوحدة و التكامل
لذلك هي بحاجة لمن يؤطرها ويحتويها ويحميها كظلال الأشجار الوارفة
في الأخير أحب ان أقول
رفقا بمعشر الفراشات
فإنهن صانعات المجتمعات
وهن بألوانهن المختلفة
بأعمارهن ودرجات جمالهن وباختلاف مهاراتهن وقدراتهن وأفكارهن وميادين أعمالهن يتكاملن لصنع المعجزات
والعالم دون هذه الفراشات ظلام قاتم
فلا تطفؤا نور الحياة داخلهن
فتظلم الدنيا وتختفي الألوان وتصبح باهتة بائسة قاتمة
رفقا بالمرأة
دعوها تحيا كانسان بعقلها وجوارحها ولا تعيش كمجرد جسد فارغ يتنفس وحسب
تبلغ وئام بن عمارة من العمر 28 سنة. وهي طالبة دكتوراه في علم الوراثة في كلية العلوم بتونس. وشاركت في العديد من المؤتمرات العلمية وتابعت تداريب مهنية في فرنسا وشاركت أيضا في برنامج تثقيفي من منظمة الشباب الدولية (إيسيك). انها الآن عضو جديد في الغرفة الدولية للشباب.
أنشطة لبناء المهارات وسط المنظمات الشبابية وضمن الصحفيين الشباب؛ تقوية تمثيلية الشباب في وسائل الإعلام وتعزيز حرية التعبير وثقافة الإعلام والمعلومات ومحتوى الإعلام الذي ينجزه الشباب.
أنشطة تجْمَع المنظمات الشبابيةَ وخبراء التشغيل ومختلف الفاعلين الوطنيين للانخراط في الحوار والعمل معاً للبحث عن حلول للتشغيل والاحتياجات على مستوى القدرات.
أنشطة تمكّن الشباب من المشاركة في التنمية الجماعية والوطنية ومراجعة ووضع الاستراتيجيات والسياسات العمومية الوطنية المتعلقة بالشباب.