تطوير مهارات الشباب يساهم في تزايد فرص الشغل

يصادف 15 يوليوز من كل سنة اليوم العالمي لمهارات الشباب، وهو الاحتفال الذي يأتي كل سنة ليشكّل فرصة خاصة للشباب للتأكيد على ضرورة توفرهم على المهارات المطلوبة التي قد تساعدهم على ولوج سوق الشغل والانطلاقة في مسار مهني.

وفي سن الثالثة والعشرين، يبدو أن محمد عيسى فهم مغزى هذا اليوم العالمي.

محمد مقاول شاب ينحدر من مدينة صيدا بلبنان، وهو مؤسس"إينفينو" Inveeno، شركة ناشئة تقوم بتصميم وتطوير مجموعة برامج معلوماتية ذكية تساعد الناس على استعمال وصنع المشاريع التكنولوجية والإلكترونية.

ولكونه عضوا في شبكة الشباب المتوسطي بلبنان، فإن محمد كان من بين المتدخلين في إحدى الموائد المستديرة خلال اليوم العالمي لمهارات الشباب 2016 المنظم من طرف اليونسكو-يونيفوك بمجمّع الأمم المتحدة بمدينة بون بألمانيا، في حدث جمع 50 شابا ومختلف الجهات المعنية، حيث صادف هذا اليوم إطلاق الإستراتيجية الجديدة لليونسكو المرتبطة بالتعليم والتدريب التقني والمهنيTVET  لسنوات 2016-2021، وهو ما يقول عنه محمد "تم تسيير المائدة المستديرة التي كنت طرفا فيها من طرف أنكه راسبر، كبير المحررين ب"دوتشه فيله" وكانت متكونة من ثلاثة شبان وثلاثة مهنيين، حيث قررنا، رفقة انكه، أن يكون النقاش ملتزما، وأن يتمحور حول تجاربنا لنتمكّن من إلهام الشباب عبر العالم."

 وتحت شعار "إلهام وتقوية الشباب عبر تطوير المهارات"، ألقت النقاشات الضوء على المسارات الناجحة لشباب استفادوا من التعليم والتدريب التقني والمهني، والتحديات والفرص المتاحة للشباب في الميادين التقنية والمهنية، وضرورة تطوير المهارات للاستجابة بشكل أفضل لمتطلّبات سوق الشغل.

إلى جانب ذلك، عرف الحدث مشاركة منى الزغبي، مديرة مشروع بشبكة الشباب المتوسطي بلبنان، والتي ترى أن المشاركة الفعلية للشباب في النقاشات السياسية مكوّن رئيسي لاندماجهم الفعلي في سوق الشغل، حيث تصرّح قائلة "بما أن الاستراتيجية الجديدة لليونسكو- التعليم والتدريب التقني والمهني تضع الشباب على رأس أولوياتها، فإنه من المصيري أن يكون للشباب رأي في تنمية مخطط عمله. إنه لأمر رائع أن يشكّل هذا الحدث فضاء مفتوحا وفريدا من نوعه حيث يمكن للشباب إسماع أصواتهم، وحيث هناك تشكيلة متنوعة من الجهات المعنية (مهنيين، ومفوضين ساميين تابعين للأمم المتحدة وللعديد من الحكومات، إلى جانب الشركاء الرئيسيين من القطاع الخاص، والشباب، والذين أغنوا جميعهم النقاشات خلال هذا الحدث الهام.

ويبدو أن الحضور القوي للشباب مثل محمد قد ساهم في إغناء النقاش.

تقول منى" لقد عكس هذا المؤتمر العديد من المبادرات اللامعة للشباب في التعليم والتدريب التقني والمهنيTVET، وأظن أنه من المهم حمل هذه الروح المقاولاتية إلى لبنان بغية تقاسم هذه الممارسات الجيدة مع مجتمع التعليم والتدريب التقني والمهنيTVET هناك، ولإحياء اهتمامات الشباب والتزاماتهم وريادتهم في هذا المجال من خلال مشروع الشباب التابع لشبكة الشباب المتوسطي بلبنان".

تعتبر الاستراتيجية الجديدة للتعليم والتدريب التقني والمهنيTVET استراتيجية حكيمة، حيث أنها تبرز أهمية تشغيل الشباب والمقاولاتية كمجال أولوي رئيسي، إلى جانب المساواة والمساواة بين الجنسين والانتقال إلى الاقتصاد الأخضر والمجتمعات المستدامة، وهو ما يجعل هذه الإستراتيجية تمشي جنبا إلى جنب مع برنامج التنمية المستدامة وهدفها المرتبط بالتعليم، كما يجعل من الإستراتيجية تتماشى مع إحدى المجالات الرئيسية التي تركز عليها شبكة الشباب المتوسطي، ألا وهو مجال التشغيل وتطوير المهارات.

وفي هذا الإطار، نعود إلى محمد الذي يقول "كوني شابا يمثل شبكة الشباب المتوسطي وطرفا في إطلاق الإستراتيجية الجديدة للتعليم والتدريب التقني والمهنيTVET، فهذا يعني الكثير بالنسبة لي، لأنه من الرائع أن نشهد كيف تقوم منظمة اليونسكو بإدماجنا، نحن الشباب، في مسار اتخاذ القرارات وللمشاركة في مثل هذه التظاهرات."

ومن بين مجموع المواضيع التي استأثرت باهتمام الشباب والمهنيين على حد سواء خلال النقاشات، طفت مرة أخرى على السطح قضية الجامعة، وهل تساهم أم لا في تمكين الشباب من المهارات المناسبة والكافية لتسهيل ولوجهم إلى سوق الشغل."

وفي هذا الإطار، يقول محمد "أعتقد شخصيا أنه من المهم جدا تطوير مهارات الشباب خصوصا خلال المراحل الأولى، لأنّ من شأن ذلك أن يرفع بشكل ملحوظ معدل تشغيل الشباب"، قبل أن يضيف باقتناع كبير بأنه " يجب على التعليم والتدريب التقني والمهنيTVET أن يكون نقطة رئيسية في تطوير مهارات الشباب بما أنه توجد العديد من الفرص خصوصا في مجال  تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي لا يتطلّب الحصول على شهادة جامعية".

ويرى هذا المقاول الشاب، 23 سنة، الآن أن مشاركته في هذا الحدث فرصة أخرى للتطوّر وتقديم قيمة مضافة لمجتمعه، وهو ما يدفعه إلى القول "إن التجربة الكبيرة التي حصلت عليها عبر مشاركتي في اليوم العالمي للمهارات 2016 نقطة تحول كبير في حياتي" دون أن يتمكن من إخفاء حماسته واعتزازه بما قام به وبما يقوم به في المستقبل، مصرّحا بأنه "مستعد لإلهام عدد أكبر من الشباب لأكون طرفا في تطوير مهاراته. لدي العديد من الأفكار التي أريد تنفيذها بمجتمعي والقيام بتغيير كبير".