العمل للحصول على برمجة تلفزية تهتم بقضايا الشباب بشكل أفضل

اجتمع حوالي 40 ممثلا للمنظمات الشبابية، والقنوات التلفزية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومخرجي البرامج من أوروبا بمدينة عمّان يومي 20 و21 أبريل 2015 لمناقشة أفضل الطرق لتقوية حضور الشباب في وسائل الإعلام بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

أما الحدث الذي جمع هذا المزيج من الأشخاص معا فهو افتتاح مؤتمر "الشباب على الشاشة"، الذي يعتبر مبادرة تشاركية تجمع بين مشروعين ممولين من طرف الاتحاد الأوروبي وشبكات الشباب المتوسطي و"ميدميديا"، والتي تنفذهما اليونسكو  ومجموعة أخرى تقودها "بي بي سي ميديا أكشن". وتحظى مبادرة "الشباب على الشاشة" أيضا بدعم معهد الإعلام الأردني واتحاد البث الأوروبي، كما أن وكالة التعاون السويدية للتنمية الدولية ساهمت في إطلاق هذه المبادرة.

 وفيما يلي بعض اللقطات الجميلة من هذا المؤتمر...

 من بين القضايا الرئيسية التي تمت مناقشتها خلال فعاليات هذا المؤتمر هناك قضية عادات الشباب الاستهلاكية فيما يتعلق بوسائل الإعلام، والحاجة لجمهور شاب، وتمثيل الشباب في وسائل الإعلام الرئيسية، وإمكانية التعاون ما بين منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام لصالح الشباب.

"وُلد الشباب في عالم رقمي، فهم لم يعودوا مجرد متلقّين عاديين بل إنهم صاروا منتجين نشطين للمحتويات"، هذا ما قالته إيمان بونجارة، مغربية، منسقة مشروع " جسور" للراديو على الإنترنت، والتي تضيف قائلة" لقد تغّير مجتمع المعلومات وهو الأمر الذي فطن إليه المجتمع المدني... وبالتالي، تحتاج التلفزة للانخراط في هذه الديناميكية الجديدة لتتمكّن من الحصول على موقع جديد والالتحاق بإيقاع الشباب".

وبناء على مشروع شبكات الشباب المتوسطي، وبشراكة مع مرصد الإعلام في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، تم القيام بعمل إعلامي مكثّف، حيث تم تقديم الخلاصات الأولية مع التركيز على حضور وصورة الشباب في التلفزة بكل من تونس والمغرب، بحيث أن النتائج حركّت النقاش بشكل كبير.

إلى جانب ذلك، سلّط المشاركون الذين يشتغلون على وسائل الإعلام الرئيسية الضوء على التحديات التي يواجهونها خلال تطوير برامج تركز على الشباب، حيث اتفقت الآراء على كيفية جذب اهتمام الجمهور الشاب وجعلهم يلتزمون من خلال منتوجات إعلامية متقاطعة ومن خلال التفاعل مع الإعلام الاجتماعي على شاكلة مشروع "جيل ماذا" Generation Quoi ? بفرنسا. وقد عرف المؤتمر تنظيم جلسة خاصة فحص خلالها المشاركون الجوانب المالية لإنتاج مثل هذه البرنامج، كما ناقشوا الموارد المالية الممكنة واستراتيجيات التسويق.

وللإشارة، فإن سخونة النقاشات والمحادثات بقلوب مفتوحة رفعت من حماسة ورغبة رجال ونساء الإعلام ومنظمات المجتمع المدني للعمل معا.

"أظن أنها بداية برنامج تلفزي وتجربة جديدين وفريدين من نوعهما" تقول مي مرعي، شابة فلسطينية منسقة مشروع "أصوات من غزة"، قبل أن تضيف قائلة "لا يمكنني الانتظار لأرى النتائج التي سنحصل عليها بعد توحيد جهودنا ومختلف خلفياتنا وتجاربنا الغنية".

وفي هذا الحدث، اكتشفت مجموعة من المشاركين كيف يمكن لوسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني العمل معا من خلال تجاوز نقص الثقة المتواجد فيما بينهم، كما اكتشف المشاركون كيفية تجاوزهم أيضا لاختلاف برامجهم ومقارباتهم لما يصطلح عليه ب"أهمّية الخبر". وفي الأخير، خرج الطرفان بخلاصة مفادها أن تقوية الروابط من شأنه أن يؤدّي إلى نتائج جيدة للطرفين، إذ يمكن أن تساعد منظمات المجتمع المدني وسائل الإعلام في الوصول إلى بعض المجموعات وتقديم محتويات للحديث عن قصص إنسانية، فيما يمكن لوسائل الإعلام أن تكون وسيطة في نشر رسائل هذه المنظمات وجعلها تصل إلى أكبر عدد من المتلقين، غير أن الشراكة المثمرة تتطلب استثمارا مناسبا للوقت قصد إنشاء العلاقات والتعرّف على الأسس وتشارك المعلومات وفهم احتياجات الآخر، وأمور أخرى.

تقول أماني مبروك، عن جمعية "تعبير" التونسية "كانت هناك أفكار مبدعة ألهمتني، كما أن هذا الحدث كان فرصة سانحة لبناء الشبكات".

تهدف مبادرة "الشباب على الشاشة" إلى دعم تقاسم التجربة مع تقوية القدرات والرفع من التعاون داخل وعبر الدول. ومن المتوقع أن تقود هذه المبادرة تطوير البرامج التلفزية ومشاريع وسائط الصوت والصورة التي تستجيب بشكل أفضل لحاجيات الشباب وتطلّعاتهم، والتي ستمكّنهم، فيما بعد، من الارتباط فيما بينهم وتبادل آرائهم بخصوص المواضيع التي تهمّهم.