عن كثب
سمّاعة رأس، مايكروفون والعديد من الأصوات الشبابية
17.10.2017
17.10.2017
قبل سنوات، اتخذت ليتيسيا قرارا غيّر مجرى حياتها، حيث قامت بحفظ جميع رسوماتها الهندسية ومستقيمة الأضلاع للمنازل والشقق المزمع بناؤها، وانطلقت في رحلة نحو عالم الصحافة.
تقول "لم يكن شغفي هو وضع التصاميم وتشييد المنازل بقدر ما كنت أعشق الفنون. كان شغفي هو أن أكون صوت أولئك الذين لا يمكنهم إسماع أصواتهم... أجل، لقد غيّرت مسار حياتي بشكل تام، لكنني عثرت في الأخير عمّا كنت أبحث عنه".
منذ بداية جلوسها على مقاعد الدراسة، كانت ليتيسيا تتمتع بحب الفضول، كانت تطرح أسئلة عن كل شيء وأي شيء، لقد أرادت التعلم وتخزين المعلومات بقدر ما يتيحه دماغها، ثمّ تكوّن لديها فيما بعد حس للصحافة التقريرية والاستقصائية. ومع تشجيعات أساتذتها، شرعت في شق طريقها نحو مشوار من شأنه أن يصقل مهاراتها وعشقها وعزمها على مساعدة أناس مجتمعها بكل الوسائل الممكنة.
تقول لايتيسيا" مثل أي شخص في العالم، كنت دائما أبحث عن سعادتي، وفي الأخير خلُصت إلى أنه يمكنني العثور عليها في حال كنت مفيدة للناس من حولي. وبالتالي، كانت أفضل طريقة للقيام بذلك بالنسبة لي هي القيام بما أحبّه وما أتقنه بشكل كبير."
وتواصل لايتسيا حديثها قائلة " ولكي أكون واقعية، كان أمامي خياران: أن أغادر البلد وأبحث عن الفرص في دول أخرى -على غرار ما يقوم به أغلب اللبنانيين- أو أن أبقى أناضل من أجل التغيير. اخترت الحل الثاني، وهو الحل الأكثر صعوبة بطبيعة الحال".
وبالتالي، بقيت ليتيسيا في لبنان، واعتمد التزامها المجتمعي على خلفيتها الصحفية. والحقيقة المعروفة في لبنان هي أن الشباب يؤمنون بأنّهم لن يقوموا بإحداث أي فرق مهما علت أصواتهم، لكن ليتيسيا آمنت بقوة المجتمع المدني لتغيير الوضع الراهن، وأصبحت ناشطة. كل ما كانت تحتاج إليه هو سمّاعة الرأس ومحطّة لبث الراديو.
تقول ليتيسيا "نحن نعلم مدى التأثير الكبير للإعلام على الأشخاص، غير أن وسائل الإعلام لا تُستعمل دائما بشكل صحيح، حيث غالبا ما نرى برامج ترفيهية أو بعض النقاشات السياسية التي يتم بثها خلال وقت الذروة، لكننا لا نشاهد برامج تتطرّق للشباب أو تعرض مشاكلهم. وهذا ما يثير غضبي، ولذا لم أتردد خلال شهر ماي 2017 في الالتحاق بفريق من الصحفيين الشباب الذين كانوا يحضّرون لاحتضان برنامج إذاعي لمنظمة اليونسكو حول أهداف التنمية المستدامة تحت عنوان "شباب وتنمية"، وهو عرض يستهدف الشباب.
نحن لا نعمل سوى على نقل برامج الشباب إلى مستمعينا، بل نسلط الضوء أيضا على الحلول التي تساعد المجتمع. فنحن نريد أن يكون الناس على دراية بأهداف التنمية المستدامة، ونريد أن نرفع من درجة وعيهم بها.
نعطي المايكروفون، كل أسبوع في برنامجنا الإذاعي، للشباب وللأشخاص الذين يعملون على قضايا الشباب. نقوم بنقل صوت الشعب والحوارات والتقارير الإخبارية... نغوص في مختلف المواضيع لإلهام المجتمع المدني ولمناقشة الحلول التي يمكن أن نعمل عليها معا. نريد أن يكون محتوانا دقيقا وأن يأتي من مصدر موثوق. توفير فضاء للتعبير الحر هو أمر أساسي بالنسبة لنا. عدد مستمعينا يزداد يوما بعد يوم، وهذا أمر مجزي بالنسبة لنا".
ليتيسيا هي واحدة من 1.6 مليون شاب يمثلون 27 بالمائة من ساكنة لبنان. وهي اليوم من بين 12 بالمائة من الشباب اللبناني النشيط، والمتطوعين لتغيير مجتمعهم.
تقول ليتيسيا "صحيح أنني أصبحت، على مر السنوات، مدافعة عن أصوات الشباب لتصل إلى أبعد الحدود، وصحيح أيضا أنه لا يمكن مقارنة ما أقوم به الآن مع ما يجب فعله لصالح وضع الشباب في لبنان لدعم الجهود الهادفة إلى التغيير، غير أنني سأواصل السير والتأقلم مع الظروف لأساهم في إحداث تغيير إيجابي في مجتمعي. لا يهمني صغر حجم هذا التغيير، لأن كل ما نقوم به لأجل مجتمعنا يبقى مهما في جميع الأحوال".
بث " شباب وتنمية" حلقاته على محطة الراديو "صوت لبنان"، يمكنكم متابعة كل الحلقات هنا.
ليتيسيا الحداد (لبنان) صحفية حاصلة على الإجازة في الصحافة والتواصل، وتتابع دراستها حاليا في العلاقات الدولية ودراسات البحر الأبيض المتوسط. لديها خبرة في مجال الصحافة والصحافة المُذاعة، وطوّرت مؤخرا عرضا إذاعيا حول أهداف التنمية المستدامة بشراكة مع اليونسكو وشبكات الشباب المتوسطي.
تابعوا ليتيسيا LaetitiaLHaddad@
أنشطة لبناء المهارات وسط المنظمات الشبابية وضمن الصحفيين الشباب؛ تقوية تمثيلية الشباب في وسائل الإعلام وتعزيز حرية التعبير وثقافة الإعلام والمعلومات ومحتوى الإعلام الذي ينجزه الشباب.
أنشطة تجْمَع المنظمات الشبابيةَ وخبراء التشغيل ومختلف الفاعلين الوطنيين للانخراط في الحوار والعمل معاً للبحث عن حلول للتشغيل والاحتياجات على مستوى القدرات.
أنشطة تمكّن الشباب من المشاركة في التنمية الجماعية والوطنية ومراجعة ووضع الاستراتيجيات والسياسات العمومية الوطنية المتعلقة بالشباب.